اقترح المتحدث الرئيسي لملتقى «مايكروشباب» رائد الأعمال السعودي أحمد المسعري أن تقدم مؤسسة العمل «تمكين» دعمًا للعمليات التشغيلية في قطاع التطبيقات الإلكترونية لتحفيزه وتنميته بوصفه قطاعًا اقتصاديًا واعدًا.
جاء ذلك خلال انطلاقة النسخة الثانية من الملتقى الشبابي لريادة الأعمال «مايكرو شباب»، الذي تنظمه جمعية المستقبل الشبابية تحت شعار «التطبيقات والمتاجر الإلكترونية.. فرص وتحديات»، ويستمر يومين في فندق كراون بلازا.
وقال المسعري: «إن العمل في مجال ابتكار التطبيقات الإلكترونية لا يتطلب آلات ومعدات بل يتطلب مبالغ احتياطية لعمليات التشغيل وميزانيات كبيرة للتسويق، ومن هنا أقترح على تمكين أن تقدم لرواد الأعمال العاملين في هذا القطاع دعمًا للميزانية التشغيلية».
ونوه إلى أن «العمل في التطبيقات الإلكترونية يتطلب صبرًا ونفسًا طويلاً كما يتطلب ميزانية احتياطية تزيد على تكلفة التشغيل بنسب قد تصل إلى 200%»، مشيرًا إلى أن تطبيق مثل طلبات في الكويت بقي 10 سنوات يخسر إلى أن نجح وتطور حتى بيع بقيمة 200 مليون دولار
وركز المسعري على قطاع الريادة في مجال التطبيقات والمتاجر الإلكترونية، مشيرًا الى نماذج عالمية ناجحة في هذا المجال متطرقاً الى الفرص المتوفرة لدى الشباب لخوض هذا العالم الجديد.
وقال: «إن الدراسات تشير إلى أنه من كل ألف تطبيق يدخل السوق فإن تطبيقاً واحداً ينجح»، مؤكدًا أهمية وضع استراتيجية للمشروع وتنفيذه ومتابعته من خلال مؤشرات واضحة لقياس الأداء ومعرفة نتائج الحملات التسويقية.
وبحثت الجلسة الثانية الدور الحكومي لتوفير الفرص امام الشباب للدخول لمجال ريادة الاعلام والتطرق الى مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لفتح المجال امام الشباب من سن 18 حتى 21 للدخول الى عالم الأعمال. أما الجلسة الثالثة فتطرقت الى حلول الدفع الإلكتروني التي توفرها المؤسسات المالية لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فيما تضمنت الجلسة الرابعة عرضًا لقصص نجاح ملهمة لرواد أعمال بحرينيين، واختتم الملتقى جلساته بتعريف المشاركين على خدمات الحاضنات ومسرعات الأعمال المقدمة لرواد الأعمال.
وكان وزير التجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني افتتح النسخة الثانية للملتقى بحضور وزير شؤون الشباب والرياضة أيمن بن توفيق المؤيد.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقى، أكد الوزير الزياني على الأهمية التي أصبحت تكتسبها مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتحول النوعي في أعدادها وتجاربها بمواكبتها للتكنولوجيا والتطور الحاصل في عالم الاقتصاد وما يشهده من تحولات نوعية، وأشار إلى دور مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الاقتصاد غير النفطي.
ولفت الوزير إلى أن المجلس الذي صاغ خطة خمسية من العام 2018 إلى 2023 تهدف إلى تعزيز التنويع في مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الوطني عبر توفير الأدوات والخدمات اللازمة ذات القيمة المضافة لتنمية الصادرات غير النفطية.
وأشار وزير الصناعة والتجارة والسياحة إلى أن خطة المجلس الخمسية تستهدف الوصول إلى جعل 20% من الصادرات البحرينية من قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأن يمثل القطاع نحو 40% من الناتج الإجمالي للمملكة، وأن يعمل فيه نحو 43 ألف بحريني.
وذكر الوزير أن المجلس استطاع خلال عام من انطلاق الخطة الوصول إلى مستوى 40 ألف بحريني يعملون في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و14% نسبة الصادرات من هذا القطاع، و37% من الناتج المحلي من هذا القطاع.
ومن ناحية ثانية، أوضح أن مركز صادرات البحرين الذي جرى تدشينه في نوفمبر من العام الماضي 2018 أعطى أولوية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقد استطاع خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري خدمة 16 شركة تعمل في 9 قطاعات مختلفة.
وأشار إلى أن صادرات هذه الشركات التي فاقت قيمتها نحو 10 ملايين دولار وصلت إلى 17 دولة بما فيها البرازيل وروسيا وأستراليا، منوهًا إلى أن 40% من هذه الشركات لم تقم بالتصدير في الماضي.
من جانبه قال رئيس جمعية المستقبل الشبابية، صباح عبد الرحمن الزياني، إن ملتقى «مايكرو شباب» يأتي كامتداد طبيعي لتوجهات «قمة الشباب 2018» التي تعتبر إحدى مبادرات البرنامج الوطني لتطوير قطاع الشباب والرياضة (استجابة) بإشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وكجزء من رؤية مملكة البحرين 2030، والتوجهات الوطنية نحو خلق جيلٍ واعٍ قادر على المنافسة عالميًا.
وأضاف الزياني في كلمة له خلال حفل الافتتاح إن جمعية المستقبل الشبابية تعمل ليتحول هذا الملتقى أكبر محفل بحريني يجمع رواد الأعمال، وصنّاع القرار والناشطين في مجال التنمية الاقتصادية، وتطوير الثروة البشرية، والمستثمرين، والمهتمين.
وتابع: «نعمل ليتحول هذا الملتقى إلى منصة دائمة من شأنها دعم الشباب وتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قائمة للمساهمة في دفع عجلة التقدم الاقتصادي، وتعزيز روح ريادة الأعمال وإلهام الابتكار في جميع القطاعات الاقتصادية في المملكة تماشيًا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ونشر ثقافة ريادة الأعمال في البحرين، والتأكد من مواكبة الشباب للمتغيرات الاقتصادية العالمية».
وأوضح الزياني أن ملتقى «مايكروشباب» في نسخته الثانية تمكن من استقطاب عدد كبير من المتحدثين من داخل البحرين وخارجها، للحديث في موضوعات من بينها التطبيقات والمتاجر الإلكترونية، وكشف أن الإقبال على التسجيل في الملتقى فاق التوقعات، مشيرًا إلى أن الجمعية تلقت مئات طلبات المشاركة من قبل رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وباحثين ومهتمين في هذا المجال.